المراقبة السمتمرة

مراقبة مستمرة

 

تحديد المفهوم : المراقبة المستمرة

محمد الشركي

 


 

 

إن الضجة التي قامت بخصوص  منظومة مسار كشفت عن جهل المتعلمين  وحتى غير المتعلمين  بما وراء ها من مراقبة  مستمرة لأن هذه المنظومة مجرد تغيير في  طريقة  أسلوب تدوين نتائج  المراقبة المستمرة  إلا أن  هذا الأسلوب الرقمي الجديد الذي حل محل الأسلوب الورقي  القديم  أقلق  الذين لا  يجيدون التعامل مع ما هو  رقمي ، كما  أن الصبيب  الرقمي  ضعيف ودون  المستوى . وفضلا عن هذا  هناك نوع من الاختلالات  في  نظام  المراقبة  المستمرة  يخشى  أصحابها  أن يسقط قناعها  بواسطة  منظومة مسار لأن تدوين  نتائج المراقبة المستمرة ورقيا يظل  حبيس  الرفوف ، بينما  تدوينها رقميا  يصل إلى  كل الجهات ، وبناء على  هذا  كل  تقصير  في  هذه  المراقبة  المستمرة  كان ممكنا ورقيا  صار  غير ممكن  رقميا .  وتنويرا  للرأي العام  ارتأيت  أن  أقدم مضمون ما تشتغل عليه  منظومة  مسار وهي المراقبة  المستمرة لأنها غاية  بينما منظومة  مسار مجرد وسيلة ومع ذلك أثيرت حولها ضجة كبرى بينما أهمت الغاية .

فعندما  نستعرض  النصوص  التنظيمية  الخاصة  بالمراقبة  المستمرة بغض  الطرف عن  اختلاف  المواد  الدراسية  نجد  المشترك  بينها ما يلي :

1 ـ  أهداف  المراقبة المستمرة :

ـ تعزيز دور المدرس الذي يغيب  في حال اعتماد  تقويم الامتحانات الإشهادية ،دون اعتبار المراقبة المستمرة ، وهو مطلب للمدرسين  طالما تضمنته  تقارير  المجالس  التعليمية  .

ـ تقوية  علاقة  المتعلمين  بالمدرسين  ، وهي علاقة  كانت  فاترة  أو منعدمة  في نظام الامتحانات  دون  اعتبار  المراقبة  المستمرة .

ـ  تحقيق  تكافؤ الفرص بين  المتعلمين ، وهو ما لا يتحقق  في  نظام الامتحانات  بحيث  قد  يتعثر  المجدون  ، ويتفوق  المتهاونون  خصوص وأن  ظروف  الامتحانات مختلفة من  جهة إلى أخرى  ،  وفي  هذه الظروف  يكثر الكلام  ولا حاجة  إليه  الآن .

ـ تكوين المتعلمين ،ورصد تعثراتهم  ، وهو ما لم يكن  في نظام الامتحانات  إذ  لم تكن هناك وسائل لرصد التعثرات .

ـ تقويم ما تحقق  من أهداف  التدريس ، وهو  ما لم  يكن  من قبل  أيضا .

ـ تحديد  أساليب  الدعم  والتقوية  ، وهو  ما لم يكن متاحا من قبل  أيضا .

2 ـ  مبادىء  المراقبة  المستمرة :

ـ  ضرورة  إنجاز البرامج  والمقررات  الدراسية  حسب  التوزيع المعتمد في  الفترات  الدراسية  المحددة  ووفق   التوجيهات  التربوية  الرسمية الخاصة بكل مادة .

ـ ضرورة ربط  المراقبة  المستمرة بمفهوم  التقويم  التكويني دون أن تزيغ  عن هذا المفهوم  بالرغم  من كونها تحتسب  بنسب  معينة  في التقويم  الإجمالي .

ـ  ضرورة  كشف المراقبة  المستمرة  للمتعلمين  عن مستوياتهم الدراسية الحقيقية لبعث روح  الجد  والاجتهاد فيهم  ، ولحملهم  على التنافس فيما بينهم .

ـ ضرورة رصد و تحديد  نقط ضعفهم في التحصيل  الدراسي  مع العمل على  تداركها عن طريق  فرص الدعم  والتقوية .

ـ  ضرورة  الاهتمام  بكل  المهارات  بما فيها  التعبير الشفهي  والأشغال التطبيقية والتجريبة  ، ومختلف  الأنشطة الموازية  للدروس .

3 ـ  إجراءات  المراقبة  المستمرة  :

ـ تمتد المراقبة المستمرة على مدى  دورتين دراسيتين ودون انقطاع .

ـ  تعتمد المراقبة  المستمرة  على مختلف  أنواع وأساليب  التقويم والقياس( فروض كتابية  محروسة / أسئلة  وتمارين  شفهية  وكتابية متنوعة / اختبارات  بدنية/ أشغال  تطبيقية وتجريبية / واجبات  منزلية / بحوث / عروض  وأنشطة موازية أخرى…)

ـ إخبار  المتعلمين  مسبقا  بمواعيد  إجراء أنشطة  المراقبة  المستمرة المختلفة.

ـ موافاة الإدارات  التربوية  بنقط  الفروض الكتابية المحروسة  بعد الأسبوع الموالي للإنجاز .

ـ  تجنب  إرهاق  المتعلمين  بالفروض  الكتابية  المحروسة ، وذلك من خلال  برمجة  مواعيدها  بشكل دقيق  يراعي  الفصل  بين  فتراتها لتجنب  إنجاز  فروض متعددة في فترات زمنية  متقاربة أو أكثر من فرضين في اليوم الواحد .

ـ إعادة  أوراق  الفروض  الكتابية  المحروسة للتلاميذ  أولا  مع  أجوبة معيارية وسلم تنقيط  دقيق  ، ثم  تمكين  أوليائهم  من الإطلاع  عليها  من خلال  إيداعها لدى  إدارات المؤسسات .

ـ توزيع  نقط  المراقبة  المستمرة  بكيفية  تتناسب  مع تدرج  إنجاز المقررات  الدراسية .

4 ـ  طرق حساب نقط المراقبة  المستمرة :

ـ  التقديرات  أو  العلامات  في التعليم الثانوي  بسلكيه  الإعدادي والتأهيلي تتراوح بي نقط 0 ونقطة 20 .

ـ  تختلف  المعاملات  حسب  الأسلاك  والمواد .

ـ تختلف  نقط الأنشطة  المندمجة حسب الأسلاك  والمواد.

ـ تختلف  عدد الفروض  الكتابية  المحروسة  حسب  الأسلاك  والمواد أيضا .

ـ الغياب  غير المبرر  يوجب  نقطة 0 .

ـ  الغياب  المبرر  يسمح  بفرصة  استدراك  شريطة  مراعاة   مبدأ تكافؤ الفرص.

ـ  لكل  دورة  دراسية  معدل  يضمن  نقط الفروض الكتابية  المحروسة ونقط الأنشطة  المندمجة  بنسب  تختلف  حسب  الأسلاك  والمواد .

ـ  المعدل  السنوي  العام  يشمل  معدل  الدورتين الدراسيتين .

ـ  تحتسب  المعدلات  السنوية للمراقبة المستمرة  بنسب معينة  في الامتحانات الإشهادية  كما هو  الشأن في السلك التأهيلي من التعليم الثانوي على سبيل المثال حيث تحتسب المراقبة  المستمرة  بنسبة 25٪إلى  جانب نسبة 25٪ للامتحانات الإشهادية الجهوية ، و50٪ للامتحانات الإشهادية  الوطنية .

5 ـ مقتضيات  تتبع  المراقبة  المستمرة :

ـ يستفيد  المدرسون  من  لقاءات  تربوية  يعقدها  المفتشون التربويون لتوجيههم بخصوص أهداف  ومبادىء  وإجراءات  المراقبة  المستمرة .

ـ  يطلع  المفتشون  التربويون  على  فروض  المراقبة  المستمرة  من حيث  طبيعتها وطرق  تصحيحها  وعددها  ، وتواريخ  إنجازها .

ـ  يحرر  المفتشون  التربويون  تقارير  دورية  توجه  إلى  المنسقيات الجهوية المتخصصة  .

ـ يتأكد  المفتشون التربويون  من تسجيل  فروض  المراقبة  المستمرة إنجازا وتصحيحا  على دفاتر  النصوص .

ـ  تتأكد  الإدارات  التربوية  من  تسجيل  فروض  المراقبة  المستمرة إنجازا  وتصحيحا  على دفاتر  النصوص ، ومن تدوين   نقطها  على أوراق التنقيط المعبأة من طرف  المدرسين .

ـ تدرج الإدارات  التربوية  موضوع  المراقبة  المستمرة  ضمن  أشغال المجالس التعليمية .

ـ   يجتمع مديرو  الأكاديميات  والنواب  والمفتشون  من  أجل تدارس ترتيبات تطبيق  وتتبع  المراقبة  المستمرة .

و نظرا  لكون الأنشطة المندمجة وردت  في المذكرات التنظيمية  مجملة غير مفصلة ، فلا  بد من  وقفة  عندها  خصوصا  وقد  استغل موضوعها مؤخرا  من أجل  تحريض  المتعلمين الأغرار  على  التظاهر  ضد منظومة  مسار . فالنصوص التنظيمية أشارت  إلى  ما يلي  بالنسبة للأنشطة  المندمجة :

ـ اختلاف   أشكالها  وتعددها بالنسبة لكل  سلك  ولكل مادة  .

ـ أنشطة  مدمجة   في الحصص الدراسية ( تطبيقات  وتمارين شفهية وكتابية )

ـ  تفاعل  صفي  خلال  الحصص  الدراسية ( مشاركة  في الدروس شفهيا وكتابيا )

ـ  أعمال تطبيقية  وتجريبية بالنسبة  للمواد  العلمية .

ـ  اختبارات بدنية  بالنسبة  لمادة  التربية  البدنية .

ـ أعمال منزلية  خارج الفصول  الدراسية ( إعداد قبلي أو تحضيرات مع مراعاة تنظيم دفاتر المتعلمين /  مشاريع /بحوث /عروض /  خرجات استكشافية دراسية/ مجلات حائطية أو ورقية / معارض  …. أنشطة أخرى موازية للدروس ).

 والجدير  بالذكر  أن منظومة  مسار  خصصت  خانة لتدوين  نقط الأنشطة  المدمجة  فضلا  عن  خانات  خاصة  بنقط  الفروض الكتابية المحروسة ، وتتولى المنظومة حساب  المعدلات  العامة  الدورية والسنوية  وفق النسب  الخاصة  بكل  سلك  وكل مستوى ، بشكل شفاف يسمح للجميع  بالاطلاع  عليها خلاف  ما كان عليه  العمل  من قبل حيث كانت  النتائج  عرضة  للعبث  والمزايدات ، والزبونية  ، والرشوة مع وجود الضمائر  المنعدمة  التي لا تخشى خالقا  سبحانه  ولا تستحيي  من مخلوق ، الشيء الذي  كان  يفقد المراقبة  المستمرة مصداقيتها  وأكثر من ذلك  أفضى إلى  التهديد  بتعطيلها بسبب ذلك، وهو ما يعطل   بعدها التكويني.

المصدر

محمد الشركي

 

 

التعديل الأخير تم: 28/08/2018

  • No ratings yet - be the first to rate this.

إضافة تعليق

Anti-spam